×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

والجَهْمُ أفناها وأفنى أهلها  ****  تبًّا لذاكَ الجاهلِ الفتانِ

طردًا لنفي دوامِ فعلِ الربِّ في الـ  ****  ـماضي وفي مستقبلِ الأزمانِ

وأبو الهُذيلِ يقولُ يفنى كلُّ ما  ****  فيها من الحركاتِ للسكانِ

وتصيرُ دارُ الخلدِ معْ سكانِها  ****  وثمارِها كحجارةِ البُنيانِ

****

الجَهْم بن صَفْوان: يرى أن النارَ تفنى وأنَّ الجنةَ تَفْنى ولا يبقيان؛ وذلك لِئلاَّ يشاركا اللهَ تعالى في البقاء، من بابِ التنزيهِ للهِ تعالى بزعمِه، وعليه فتفنى الجنةُ وأهلُها والنارُ وأهلُها ولا يَبقَى إلا اللهُ تعالى، وأبو الهذيل العَلاَّف من المُعتزِلة يقول: لا تفْنى الجنةُ ولا النارُ ولكن تَفنى حركاتُ أهلهِما فيتجَمَّدون ويكونون مثل الحجارةِ، وكلُّ هذا ضلال، وأمَّا عقيدةُ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ فهي أنَّ الجنةَ والنارَ دائمتان لا تَفْنَيان ولا تَبِيدان أبدًا، وما قالَه الجَهْمُ وأبو الهذيل كلُّه من تَحَكُّمِ العقولِ الفاسدةِ وهو الذي أوصَلَهم إلى هذا الضَّلال.


الشرح