وتأمَّلِ الباءَ التي قد عَيَّنَتْ **** سببَ الفلاحِ لحكمةِ الفُرقانِ
وأظنُّ
باءَ النفي قد غرَّتكَ في **** ذاكَ الحديثِ أتى بهِ الشيخانِ
لن
يدخلَ الجناتِ أصلاً كادحٌ **** بالسعيِ منه ولو على الأجفانِ
واللهِ
ما بين النصوصِ تعارُضٌ **** والكلُّ مصدرُها عن الرحمنِ
لكن
با الإثباتِ للتَّسْبيب والـ **** ـباءِ التي للنفي بالأثمانِ
والفرقُ
بينهما ففرقٌ ظاهرٌ **** يَدريه ذو حظٍّ من العِرفانِ
****
هذا جوابٌ عظيم عن إِشْكالٍ مهم: ذلك أنَّ اللهَ تعالى قال في القرآن: ﴿ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 32] فظاهِرُ الآيةِ أنَّ الجنةَ تُدخَلُ بالعمل، وأن العملَ ثمنٌ للجنة، بينما في الحديثِ الصحيحِ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أحدًا مِنْكُمْ عَمَلُه»، قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله، قال: «وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَتِه» ([1]) فهُنا عندنا «الباء» التي في الآيةِ في سياقِ الإثبات: ﴿ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 32] ظاهرُها أنَّ الجنةَ تُدخَلُ بالعمل،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد