×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وتأمَّلِ الباءَ التي قد عَيَّنَتْ  ****  سببَ الفلاحِ لحكمةِ الفُرقانِ

وأظنُّ باءَ النفي قد غرَّتكَ في  ****  ذاكَ الحديثِ أتى بهِ الشيخانِ

لن يدخلَ الجناتِ أصلاً كادحٌ  ****  بالسعيِ منه ولو على الأجفانِ

واللهِ ما بين النصوصِ تعارُضٌ  ****  والكلُّ مصدرُها عن الرحمنِ

لكن با الإثباتِ للتَّسْبيب والـ  ****  ـباءِ التي للنفي بالأثمانِ

والفرقُ بينهما ففرقٌ ظاهرٌ  ****  يَدريه ذو حظٍّ من العِرفانِ

****

 هذا جوابٌ عظيم عن إِشْكالٍ مهم: ذلك أنَّ اللهَ تعالى قال في القرآن: ﴿ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [النحل: 32] فظاهِرُ الآيةِ أنَّ الجنةَ تُدخَلُ بالعمل، وأن العملَ ثمنٌ للجنة، بينما في الحديثِ الصحيحِ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ أحدًا مِنْكُمْ عَمَلُه»، قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله، قال: «وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَتِه» ([1]) فهُنا عندنا «الباء» التي في الآيةِ في سياقِ الإثبات: ﴿ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [النحل: 32] ظاهرُها أنَّ الجنةَ تُدخَلُ بالعمل،


الشرح

([1])  أخرجه:البخاري رقم (6467)، ومسلم رقم (2818).