يبغي لهُ سكنًا يلَذُّ بقُربِه **** فتراهُ شِبهَ الوالِهِ الحَيْرانِ
فيُحِبُّ
هذا ثمَّ يهوَى غيرَه **** فيظَلُّ مُنْتَقلاً مدى الأزمانِ
لو
نالَ كلَّ مليحةٍ ورياسةٍ **** لمْ يطمئنَّ وكانَ ذا دَوَرانِ
بلْ
لوْ ينالُ بأسرِها الدنيا لما **** قرتْ بما قدْ نالهُ العينانِ
نقِّلْ
فؤادَك حيثُ شئتَ من الهَوى **** واخترْ لنفسِكَ أحسنَ الإنسانِ
فالقلبُ
مضطرٌّ إلى محبوبهِ الـ **** أعلى فلا يُغْنيه حبٌّ ثانِ
وصلاحهُ
وفلاحُهُ ونعيمُهُ **** تجريدُ هذا الحبِّ للرحمنِ
فإذا
تخلَّى منه أصبحَ حائرًا **** ويعودُ في ذا الكونِ ذا هيمانِ
****
هذا مضمنٌ بيتًا لأبي تمام: وهو:
نَقِّل فؤادَك حيثُ شِئتَ من الهَوى **** ما الحُبُّ إلا
للحبيبِ الأولِ
والحبيب
الأول: هو ما تعلَّق به قلبُك، فإنْ تعلَّقَ بالدنيا رجعْتَ
إليها، وإن تعلَّقَ باللهِ رجعْت إليه، فاترُكْ هذه الشواغلَ وارجعْ إلى طلبِ
الجنةِ وإلى مَرْضاةِ ربِّك الذي خلقَك وربَّاك ودَعَاك إلى ما فيه صَلاَحُك،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد