يا سِلعة الرحمنِ هل من خاطبٍ **** فالمَهرُ قبلَ الموتِ ذو إمكانِ
يا
سِلعةَ الرحمنِ كيفَ تصبَّرَ الـ **** ـخُطَّابُ عنكِ وهمْ ذَوُو إيمانِ
يا
سلعةَ الرحمنِ لولا أنها **** حجبتْ بكلِّ مكارهِ الإنسانِ
ما
كان عنها قطُّ منْ متخلفٍ **** وتعطلَتْ دارُ الجزاءِ الثاني
لكنها
حُجِبتْ بكلِّ كريهةٍ **** ليصدَّ عنها المبطلُ المتواني
وتنالَها
الهِممُ التي تَسمو إلى **** ربَّ العلى بمشيئة الرحمنِ
****
هذا هو الفرْقُ بينَ الجنةِ والنار: أنَّ الجنةَ حُفَّتْ بالمَكَارِه، فالطريقُ إليها شاقٌّ والنارُ حُفَّتْ بالشهواتِ وما تميلُ إليه النفوس، وهذا من حكمةِ اللهِ تعالى من أجْلِ ألا يُشَمر إلى الجنةِ إلا أهلُ الصِّدقِ والإيمان وخُلاصةُ العباد، وطريقُ الجنةِ أيضًا مَحْفوفٌ باستهزاءِ الناسِ واستخفافِهم بأهلِ الطاعات، فالذي ليس عندَه إيمانٌ قوي لا يَصْبرُ على سُخريةِ الناسِ به.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد