واللهِ ما خوفي الذنوبَ فإنها **** لعلى طريقِ العفوِ والغفرانِ
لكنما
أخشى انسلاخَ القلبِ منْ **** تحكيمِ هذا الوحيِ والقرآنِ
****
الآن انتقلَ رحمه الله إلى عدمِ تحكيمِ الوحي
عندَ كثيرٍ من الناس، حيثُ عرج على هؤلاء الذين لا يُحكِّمون الوحيَ وإنما
يُحكِّمون عقولَهم وأفكارَهم، فهؤلاء هم الذين يُخافُ عليهم من سوءِ العاقبة، وأما
أصحابُ الذنوبِ فقد يَغفِر اللهُ تعالى لهم، فهم على طريقِ العفو، ما داموا أنَّهم
من أهلِ التوحيدِ والإيمان، ولو كانت ذنوبُهم كبائر، لكنَّ المُصيبةَ فيمن هجَر
الوحيَ وحكَّم آراءَ الرجال وعقولَهم واعتبَرَها هي التي تفيدُ اليقينَ والحقَّ
والعلمَ وأنَّ الوحيَ إنما هو شيءٌ ظنيٌّ ليسَ بيقين، هذا هو الذي لا حِيلةَ فيه
ولا مَطْمع له في النجاة، وهذا من فِقهِ الشيخِ رحمه الله أنَّ الذنوبَ مهما
كثُرَت فإنَّها تُغفَر بما مع الشخصِ من الإيمان، لكنَّ فسادَ العقيدةِ هو الذي لا
يُغفَر قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ
وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾
[النساء: 48].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد