×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

المُرْجِئَةُ يقولون: لا يضرُّ مع الإِيْمان معصيةٌ؛ لأَنَّ الإِيْمانَ عندهم هو ما في القلب، التَّصديقُ في القلب فقط، مهْما عَمِلَ مِنَ الأَعْمال فهو مُؤْمِنٌ كاملُ الإِيْمان، والمعاصي هذه لا تضرُّ إِيْمانَه، لا يضرُّه مع الإِيْمان الذي هو اعْتِقادُ القلب عندهم، لا يضرُّ معه معصيةٌ كما لا ينفع مع الكُفْر طاعةٌ، فهُمْ على طرْفَيْ نقيضٍ مع الخوارج. أَهْلُ السُّنَّة والجماعةِ لا يَغْلُون غُلُوَّ الخوارج، فيكفِّرون مُرْتكِبَ الكبيرة، ولا يتساهلون تساهُلَ المُرْجِئَةِ فيعطون العاصي كامل الإيمان، بل يقولون: إِنَّه مُؤْمِنٌ ناقصُ الإِيْمان، فالمعاصي تنقص الإِيْمانَ، لكنَّها لا تُسْلِبُه الإِيْمانَ بالكُلِّيَّة بلْ يكون مُؤْمِنًا فاسقًا أَوْ مُؤْمِنًا ناقصَ الإِيْمان، هذا مذهبُ أَهْل السُّنَّةِ والجماعةِ، فلا يُسْلِبونه مُطْلَقَ الإِيْمان كما تقوله الخوارجُ ولا يعطونه الإِيْمانَ المُطْلَقَ كما تقوله المُرْجِئَةُ.

سُؤَالٌ: أَحْسَنَ اللهُ إِلَيكم صاحبَ الفضيلة: كيف يكون القولُ على الله بغير عِلْمٍ أَعْظمَ مِنَ الشِّرْك، مع أَنَّ القائِلَ على الله بغير عِلْمٍ تحت المَشِيئَة أَمَّا المُشْرِك فهو خارجٌ عن الإِسْلام؟

الجواب: القول على الله بغير عِلْمٍ أَعْظمُ من الشِّرْك لأَنَّ الشِّرْكَ جُزْءٌ مِنَ القول على الله بغير عِلْمٍ؛ لأَنَّ المُشْرِكَ قال على الله بلا عِلْمٍ واتَّخَذَ له شُرَكَاءَ وأَوْلِياءَ يدعوهم مِنْ دونه، ويقول: إِنَّ اللهَ شَرَعَ لنا هذا.

سُؤَالٌ: أَحْسَنَ اللهُ إِلَيكم صاحبَ الفضيلة: ما رَأْيُكم فيمَنْ يُثْنِي على ابْنِ سِيْنَا ويجعلُه مِنْ علماءِ المسلمين وجَزَاكُمُ اللهُ خيرًا؟

الجوابُ: هذا بيْن أَمْرَين، إِمَّا إِنَّه جاهلٌ ولا يدري عن حال ابْنِ سِيْنَا، وهذا لا يَحِقُّ له أَنْ يتكلَّم، بلْ يجب عليه أَنْ يسكت، وإِمَّا إِنَّه عالِمٌ بحال ابْنِ سِيْنَا وكفرياته فيكون مُقِرًّا له على ذلك فيكون حكْمُه مِثْلَ


الشرح