نَزِّهْ سَمَاعَكَ إنْ أَرَدْتَ سَمَاعَ
ذَيْـ **** يَاكَ الغِنَا عَنْ هذه الألحَانِ
لا
تُؤثِرِ الأدْنَى على الأعْلَى فَتُحْـ **** ـرَمَ ذَا وذَا يَا ذِلَّةَ الحِرْمَانِ
إنَّ
اختيارَكَ للسَّماعِ النازِل الْـ **** أدْنَى على الأعلى مَنِ النُّقصانِ
واللهِ
إنَّ سماعَهُمْ في القلب والْـ **** إيمَانِ مثلُ السُّمِّ في الأبدانِ
والله
ما انْفَكَّ الذي هو دأْبُهُ **** أبدًا من الإشْراكِ بالرَّحمنِ
****
قَال
تَعَالى: ﴿فَأَمَّا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ﴾ [الروم: 15].
يَعنِي:
يَتلذَّذون بِسَماع أصْوات نِسائِهم فِي الجَنَّة.
إِنَّ
اخْتيار سَماع اللَّهوِ والغِناء المُحرَّم فِي هَذه الدُّنيا عَلى السَّماعِ
المُباحِ في الجَنَّة دَليلٌ عَلى خِفَّة العَقل وسُوءِ الاخْتيَار، وَفي هَذا
إِشَارة إِلى تَحريمِ الأَغَاني فِي هَذه الدُّنيَا.
يَعني:
أنَّ سَماع الأَغانِي مِثل السِّمِّ لِلأبْدان، لَكنَّها لاَ تُسمِّم الأبْدَان
وإنَّما تُسمِّم القُلوبَ.
لأنَّه
يَتعلَّق قَلبهُ بِهذهِ الأغَانِي وَيترُك التَّعلُّق بِالله، وَهذا شِركٌ -
والعِياذ بِاللهِ - فيُقدِّم طاعَة هَذه الأَشيَاء عَلى طَاعَة اللهِ عز وجل،
وَهَذا هُو شِرك الطَّاعَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد