×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فالقلبُ بَيْتُ الربِّ جَلَّ جلالُهُ  ****  حُبًّا وإخلاصًا مع الإحسانِ

فإذَا تَعَلَّقَ بالسَّماعِ أصارَه  ****  عَبْدًا لكُلِّ فُلانَةٍ وفُلانِ

حبُّ الكتابِ وحبُّ أْلحانِ الغِنا  ****  في قلبِ عَبْدٍ ليس يجتمعانِ

ثَقُلَ الكتابُ عليهِمُ لمَّا رأوْا  ****  تَقْييدَهُ بشرائـعِ الإيمانِ

واللهْوُ خَفَّ عليهِمُ لمـا رأوْا  ****  ما فيه مِنْ طربٍ ومِن ألحانِ

****

فَالقلْبُ هُو مَحَلُّ نَظرِ الرَّبِّ سُبحَانه وتَعَالى كَما فِي الحَديثِ: «أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَة؛ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ» ([1])، وقَولُه: «القَلبُ بَيتُ الرَّبِّ». هَذا مِن إضَافَة المَخْلوقِ إِلى خَالِقهِ إِضافَة تَشرِيف.

لا تجِد شَخصًا يُحبُّ الأغَاني والمَزَاميرَ ويُحبُّ القُرآنَ فَهُما ضِدَّان لا يَجتَمعَان، فَهذا قُرآن الشَّيطانِ وكِتاب اللهِ قُرآن الرَّحْمَن.

ثقُل علَيهِم القُرآنُ لمَّا رَأوا فِيه أوَامِر وَنَواهِي وَوَعدًا وَوَعِيدًا، وَفيهِ ذِكرٌ لِلجنَّة وللنَّار، ويَخفُّ عَليهِم الغِناءُ واللَّهوُ لِما فيهِ مِن الطَّربِ والانْحلالِ مِن الأَوامِر والنَّواهِي.


الشرح

([1])  قطعة من حديث النعمان بن بشير، أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).