عاداتهم، وتقاليدهم، وما
وجدوا عليه آباءهم، وما أملته عليهم شياطين الإنس والجن، ويعرضون عن كتاب الله
وسنة رسوله، ولا يتأملون، ربما الواحد منهم يحفظ القرآن بالقراءات العشر، ويحفظ
السنة ودواوينها عن ظهر قلب، لكن يدعو غير الله، يحمل العلم ولا يعمل به، ولا
ينتفع به ﴿كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ
يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ﴾ [الجمعة: 5]، والعياذ بالله.
هذه حالة يرثى لها في كثير من العالم الإسلامي اليوم، فلا تجد بلدًا من
البلدان إلا وفيه الأضرحة، والقباب، والطائفون، والعاكفون، والذين يذبحون وينذرون
لهذه الأضرحة، فهذا من العجائب أن القرآن والسنة معنا ولكن لا يلتفت إلى ما فيهما،
وإذا دعاهم أحد إلى الله وبين لهم، جعلوه من الخوارج، وقالوا: هذا ينكر كرامات
الأولياء، ويبغض الصالحين، ويبغض الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشنعون على دعاة
الحق، هذا يريد رياسة، يريد منصبًا، يريد مالاً، يريد الظهور، كما قيل للأنبياء من
قبل، فهذه مصيبة، والذي يحمل رايتها هو الشيطان لعنه الله، وخلفاؤه من شياطين
الإنس والجن يحملون راية التضليل، والدعوة إلى الشرك، ومحاربة التوحيد، ومحاربة ما
جاء في الكتاب والسنة ويقولون: مشايخنا أعلم بالكتاب والسنة، فلو كان هذا باطلاً
ما أقروه، فهم أعلم منا بالكتاب والسنة، هكذا يقولون، وهذه حجة داحضة.
والواجب على الذي يريد النجاة لنفسه أن يتبع الحق، ولو خالف ما عليه شيخه،
أو رئيسه، أو قبيلته، أو بلده، يطلب الحق، ولو عاداه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد