وَفِي
رِوَايَةٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى
وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ ثُمَّ قَالَ: اسْتَأْذَنْت رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ
لأُِمِّي، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْته فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا؛
فَأَذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ ([1]).
**********
الشرح
أين يقع قبر أم الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ الله أعلم، ولكن يقال: إنه
بالأبواء موضع بين مكة والمدينة؛ لأنها توفيت وهي راجعة من المدينة في زيارة
لأخوالها من بني النجار، فماتت في الطريق، ودفنت هناك، أما تحديد مكان قبرها، فلا
يعرف، وليس لنا مصلحة في متابعته وتحديده.
والآن أهل الخرافة يحرصون على مكان يظنون أنه محل قبر أم الرسول، ويحاولون أن يزوروه، ويتبركوا به، وينثروا عليه الأطياب، ويحاولون أن يبنوا عليه، ويعبدوا له الطريق، ولكن - الحمد لله - ولاة الأمور وفقهم الله، قاموا في وجوههم، ومنعوهم من ذلك، إلا من باب المسارقة، والخفية، ولكن الله جل وعلا سيحمي دينه، ويحمي عبادته وتوحيده من عبث هؤلاء، فأم الرسول ماتت كافرة، وهذا فيه دليل على أن والدي الرسول ماتا كافرين، ولا غرابة في ذلك، فوالد إبراهيم عليه السلام مات كافرًا، وابن نوح عليه السلام مات كافرًا، فلا غرابة في ذلك أن يكون والد الرسول كافرًا، أو يكون ابنه كافرًا، والذين يقولون: إن والدي الرسول عليه السلام أسلما. نقول: كيف أسلما، وهو ما بُعث إلا بعد موتهما بمدة صلى الله عليه سلم؟ فأبوه مات وهو حمل في بطن أمه، وماتت بعدما ولدته، ولم يبعث إلا على رأس الأربعين صلى الله عليه وسلم، فكيف يقال: إن والديه أسلما؟ يقولون: إنهما بعثا له، وهل أحد يُبعث قبل يوم القيامة؟
([1]) أخرجه: مسلم رقم (976).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد