يوم القيامة، حيث يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلبون منه أن
يتوسط عند الله أن يخلصهم من كرب الموقف وهوله وشدته.
فالاستغاثة بالحي القادر فيما يقدر عليه أمر جائز في الحياة الدنيا، وفي
الحياة بعد الموت، أما الاستغاثة بالميت فلا تجوز؛ لأن الميت لا يقدر على شيء، وإن
كانوا القبوريون يزعمون أن الأموات لهم تصرف في الكون؛ لما لهم من جاه عند الله
بزعمهم، فيلجأون إلى قبورهم، ويستغيثون بهم، ويطلبون منهم الحوائج، وهذا شرك أكبر
يُخرج من الملة، لأنه نوع من أنواع العبادة، ولا تجوز العبادة إلا لله سبحانه
وتعالى.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا» هذا هو محل الشاهد أن الرسول لا يملك لهم
شيئًا، وقد بلغهم، فليس لهم عذر، ولا يملك أن يخلصهم من هذا الموقف، فهذا لا يقدر
عليه إلا الله عز وجل، وفي هذا رد على الذي يقول:
يا أكرم الخلق من لي ألوذ به |
سواك عند حلول الحادث العمم |
الرسول لا يملك لنفسه شيئًا فضلاً عن غيره، وإنما الذي يملك الأمور هو الله
جل وعلا، بيده مقاليد السموات والأرض، فلماذا ينسى العبد ربه الذي يملك كل شيء،
ويلجأ إلى المخلوق؟ إلا أن هذا من ضعف الإيمان، أو عدم الإيمان في الإنسان.
وأيضًا: هذه التي أخذتها في الدنيا من الزكاة، أو
من المراجعين، أو من المتخاصمين، هي حقوق للناس، وحقوق الناس لا تقبل الشفاعة، فلا
بد أن يسمحوا بها هم يوم القيامة، وفي يوم القيامة يكون الناس في كرب وشدة، وكلٌّ
في حاجة إلى من ينقذه، فلا يسمح أحد
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد