×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

عن أحد يوم القيامة، بل كل يطالب بحقه؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَِخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ» أي: في الدنيا «قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ» ([1])، إن كان له حسنات أخذ من حسناته وأعطيت للمظلومين، وإن فنيت حسناته أو لم يكن عنده حسنات أخذ من سيئات المظلومين وطرحت عليه، ثم يطرح في النار.

ولو يتذكر هؤلاء الذين يبتزون أموال الناس بحكم مسئولياتهم ووظائفهم هذا الموقف لتركوا هذا الأمر الفظيع، وتخلصوا منه اليوم، ومن كان عنده شيء منه فليتخلص منه اليوم، ويرده على صاحبه، أو يطلب منه المسامحة قبل أن يتورط بالموت، ثم لا يستطيع حين ذاك التخلص.

فهذا أمر له أهميته، وقد تساهل فيه الناس، وكثر من يسأل عن القائمين على توظيف الناس، وقد شاع بينهم أنهم لا يوظفهم أحدًا حتى يدفع لهم مبلغًا من المال، فيبيعون الوظائف على الناس، أو يسهلون النقل من مكان إلى مكان، مقابل مبلغ من المال، وهذه رشوة صريحة وغلول والعياذ بالله.

فيجب على المسلم أن يتقي الله عز وجل، وألا يدخل هذه المداخل التي يتورط بها يوم القيامة، قبل أن لا يستطيع التخلص منها، فأشرف الخلق وسيد الشفعاء محمد صلى الله عليه وسلم يتبرأ منه، ويقول: «لاَ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا».


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2449).