×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَقَوْلُهُ هُنَا صلى الله عليه وسلم: «لاَ أَمْلِكُ لَك مِنْ اللَّهِ شَيْئًا كَقَوْلِ إبْرَاهِيمَ لأَِبِيهِ ﴿لَأَسۡتَغۡفِرَنَّ لَكَ وَمَآ أَمۡلِكُ لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۖ » [الممتحنة: 4].

**********

الشرح

النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قبله إبراهيم عليه السلام، وجميع الأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصالحين، حينما يشفعون عند الله يشفعون بالشروط المذكورة في القرآن، وهي: الإذن من الله، وأن يكون المشفوع فيه من أهل التوحيد. وهم جميعًا حينما يشفعون لا يملكون من الله شيئًا، وإنما هذا إلى الله جل وعلا، إن شاء قبل شفاعتهم، وإن شاء لم يقبل.

فالذي يشفع ما هو إلا سبب كسائر الأسباب، وأما أن يحصل المقصود فهذا بيد الله سبحانه وتعالى، فلا يعتمد على المخلوق في تحصيل المراد وتحقيق المطلوب، وإنما يعتمد على الله جل وعلا، فإذا قال قائل: أنتم تقولون: هذا من الأسباب، وأنا أدعو الميت من باب الأسباب، نقول له: اتخاذ الأموات شفعاء ليس سببًا مشروعًا، بل هو سبب باطل، قال الله جل وعلا: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ [فاطر: 14]، فدعاء الميت وطلب الشفاعة منه ليس سببًا من الأسباب، بل هو ممنوع شرعًا.


الشرح