فقول عمر رضي الله عنه: نعم البدعة هذه، أي: جمعهم على إمام واحد؛ لأنه شيء
ما اعتاده الناس بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبعض الناس استشكل هذا، فقال: إن كان هذا بدعة، فنعمت البدعة، مع أن هذا
فليس ببدعة، إنما هو إحياء سنة، ويصدق عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ فِي الإِْسْلاَمِ سُنَّةً
حَسَنَةً» أي: أحيا سنة، «فَلَهُ
أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ» ([1]) فهذا هو موجز ما
يتعلق بالبدع، والمحدثات.
قوله: «وَالمُعْتَزِلَةِ» المعتزلة:
هم طائفة اعتزلوا أهل العلم من الصحابة والتابعين، وانفردوا في مجالس خاصة لهم،
وأول من فعل ذلك واصل بن عطاء الغزال، الذي كان من تلاميذ الحسن البصري، إمام
التابعين رحمه الله.
سئل الحسن البصري رحمه الله عن مرتكب الكبيرة التي دون الشرك، فقال: هو
مؤمن ناقص الإيمان، وليس بكافر، فقال واصل: أنا لا أقول مؤمنًا، ولا أقول كافرًا،
أقول: هو في منزلة بين المنزلتين.
فأحدثوا المنزلة بين المنزلتين، وهذه خاصة بالمعتزلة، وهي بدعة محدثة، فليس
هناك منزلة بين المنزلتين، وليس هناك أحد ليس بمؤمن ولا كافر، الإنسان إما أن يكون
مؤمنًا سواء كان كامل الإيمان أو ناقص الإيمان، وإما أن يكون كافرًا، والله جل
وعلا يقول: ﴿هُوَ ٱلَّذِي
خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ﴾ [التغابن: 2]، ولم
يقل: ومنكم من هو لا كافر ولا مؤمن في منزلة بين المنزلتين، فهذه بدعة أحدثها
المعتزلة، وجعلوها من أصولهم التي يقررونها، وهي باطلة.
والمعتزلة يشاركون الخوارج في إنكار الشفاعة في أهل الكبائر؛ لأنهم ليسوا مسلمين عندهم، وليسوا كفارًا، بل هم في المنزلة بين المنزلتين كما يقولون.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1017).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد