وهذا مقتضى ما جاءت به الأدلة، فلا يثبتون الشفاعة مطلقًا، ولا ينفونها
مطلقًا.
ومن الآيات التي استدل بها من ينفي الشفاعة:
قوله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ
يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلٞ﴾ أي: فدية، ﴿وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةٞ﴾ [البقرة: 123]،
وهذه في المشركين والكفار، فالمشرك والكافر لا تقبل فيه شفاعة؛ لأن الله لم يرض
قوله ولا عمله، قال تعالى: ﴿وَلَا
يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ﴾ [الأنبياء: 28]، والله لم
يرتضِ الكافر والمشرك، فهي واردة في نفي الشفاعة عن الكفار والمشركين، لا عن أهل
الإيمان.
وكذلك قوله في الآية الأخرى: ﴿فَمَا
تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ﴾، أي: الكفار؛ لأن السياق في
الكفار، قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا
كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ ٣٨إِلَّآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡيَمِينِ ٣٩فِي جَنَّٰتٖ يَتَسَآءَلُونَ
٤٠عَنِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ٤١مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ
٤٣وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ ٤٤وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ ٤٥وَكُنَّا
نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤٦﴾ هؤلاء كفار ﴿فَمَا
تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 38- 48]، وهذا
بالإجماع أن الكافر لا تقبل فيه شفاعة يوم القيامة.
فالشفاعة المنفية هي في حق الكفار، وليست في حق
المؤمنين، بدليل الآيات والأحاديث التي جاءت بإثبات الشفاعة في أهل الإيمان، ولا
تضرب النصوص بعضها ببعض، فهم أخذوا أحاديث نفي الشفاعة، وتركوا أحاديث وآيات إثبات
الشفاعة، أخذوا بطرف وتركوا الطرف الثاني، والحمد لله أهل السنة والجماعة علموا
بالأدلة كلها، فقيدوا المطلق، وردوا المطلق إلى المقيد، فلم يأخذوا المطلق على
إطلاقه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد