×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ ٢٣ [سبأ: 22، 23] هذه الآية قطعت عروق الشرك من أصله، وردت على المشركين، فقوله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ هذا أمر من باب التحدي، ﴿لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ هذه واحدة، ﴿وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ هذه الثانية ﴿وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ هذه الثالثة ﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ هذه الرابعة، إذًا ما بقي مجال للمشركين؟

أولاً: لا يملكون شيئًا، والملك كله لله سبحانه وتعالى، فكيف تطلب منهم شيئًا، وهم لا يملكون شيئًا، إلا من ملَّكه الله منهم؟ قال تعالى: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ [آل عمران: 26]، فالملك لله جل وعلا، ولا أحد يملك شيئًا، لا يملكون أقل شيء ولو مثقال ذرة، وهي الهباءة التي تطير في الهواء، وقيل: الذرة صغار النمل. فهم لا يملكون ما يزن ذرة من الكون؛ لأن الكون كله لله سبحانه وتعالى، فكيف تطلبون منهم، وهم لا يملكون ولا مثقال ذرة؟ والعادة أنه لا يُطلب من الإنسان إلا شيء يملكه، فيأتي المحتاج عند الغني الذي عنده دراهم وأموال، وأنت محتاج، فيقول له: أعطني وتصدق عليَّ؛ لأنه يملك أن يعطيه، أما أن يأتي عند فقير معدم، ويطلب منه، فلن يستطيع؛ لأنه ليس عنده شيء، وقد يكون أقل منه وأكثر حاجة منه، فلا تُطلب الحاجات إلا من الغني المالك لكل شيء وهو الله سبحانه وتعالى.


الشرح