×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

الثانية: إذا لم يكن مالكًا، فربما يكون شريكًا للمالك، هذه أيضًا نفاها الله جل وعلا بقوله: ﴿وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ أي: ما لهم في السموات والأرض شركة أبدًا؛ لأنها ملك لله جل وعلا.

الثالثة: إذا لم يكن مالكًا للشيء المطلوب منه، ولا شريكًا فيه، فربما يكون معينًا للمالك، كأن يكون وزيرًا له يدبر معه الأمور ويساعده، والله ليس كذلك، لا يحتاج إلى أحد، قال تعالى: ﴿وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ [سبأ: 22]، ليس له منهم من يعينه جل وعلا؛ لأنه غني عن الأعوان والشركاء.

الرابعة: ما بقي إلا الشفاعة، فنفاها الله عز وجل وقال: ﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ [سبأ: 23].، فصارت الشفاعة ملكًا لله، وليست للذي تطلبها منه، فينبغي أن تطلب من الله أن يشفع فيك الشفعاء؛ يشفع فيك رسوله، يشفع فيك ملائكته، يشفع فيك عباده الصالحين، ولا تطلب الشفاعة منهم مباشرة، قل: اللهم شفع فيَّ فلان، شفع فيَّ نبيك، شفع فيَّ ملائكتك، أما أن تقول: يا محمد، يا جبرائيل، يا كذا، فلا أحد منهم يشفع عند الله إلا بإذنه عز وجل، قال تعالى: ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ [الأنبياء: 28]، وقال: ﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ [سبأ: 23].

إذًا ما بقي للمشركين مجال يتعلقون به، ولذلك يُقال: إن هذه الآية قطعت عروق الشرك من أصله، لكن أين الذي يتأمل ويتدبر القرآن؟!

وقوله تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، هم يعلمون أنهم لا يضرون ولا ينفعون، ولكن يريدون منهم شيئًا واحدًا وهو الشفاعة،


الشرح