﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾، أنتم الذين تجعلونهم شفعاء عند الله، وهذا محال، بل
الله الذي يجعل الشفعاء ويأذن لهم؛ لأن الشفاعة ليست ملكًا لأحد، إنما هي ملك لله
جل وعلا، قال تعالى: ﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ
مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡٔٗا وَلَا
يَعۡقِلُونَ ٤٣قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٤٤﴾ [الزمر: 43، 44]،
فلا تُطلب إلا منه، والشفيع لا يشفع عنده إلا بشرطين: الإذن والرضى.
قوله: ﴿قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ
ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ [يونس: 18] الله لا
يعلم أن له شريكًا في السموات والأرض، وما لا يعلمه الله فهو باطل ومحال؛ لأن الله
يعلم كل شيء، وقد أخبر أنه ليس له شريك في السموات ولا في الأرض، وأنتم تقولون:
لا.. بل له شريك. فهل أنتم أعلم من الله؟!
وقوله: ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ﴾ [يونس: 18] التسبيح
معناه: التنزيه، نزه نفسه عن عقيدتهم الباطلة، ﴿وَتَعَٰلَىٰ﴾ [يونس: 18] أي:
ارتفع بذاته وقدره وقهره على عباده، ﴿عَمَّا
يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18] سمى اتخاذهم الشفعاء عند الله دون إذنه
ورضاه شركًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد