وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ
يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ
وَلَا شَفِيعٞ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 51]، وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ
عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا
تَتَذَكَّرُونَ﴾ [السجدة: 4]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا
يَمۡلِكُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ
وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [الزخرف: 86].
**********
الشرح
قوله: ﴿وَأَنذِرۡ بِهِ﴾ خطاب للرسول صلى
الله عليه وسلم، أي: بالقرآن ﴿ٱلَّذِينَ
يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ﴾ يخافون من لقاء
الله سبحانه وتعالى، ﴿لَيۡسَ لَهُم مِّن
دُونِهِۦ وَلِيّٞ﴾، أي: ليس ولي يتولى أمورهم إلا الله سبحانه وتعالى ﴿وَلَا شَفِيعٞ﴾ عند الله، ﴿لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 51]،
ويتركون ما هم عليه من الشرك والشبه الباطلة.
وقوله تعالى في سورة السجدة: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ﴾ [السجدة: 4] فصَّل
هذه الأيام في سورة فصلت، وقال: ﴿قُلۡ أَئِنَّكُمۡ
لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ
أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا
وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ
لِّلسَّآئِلِينَ ١٠ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا
وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ ١١فَقَضَىٰهُنَّ
سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا
ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ
١٢﴾ [فصلت: 9- 12]، هذه يومان مع أربع، فتكون ستة أيام، خلق
الأرض في يومين، وتقدير الأقوات والمنافع في يومين، وخلق السموات في يومين، صار
المجموع ستة أيام بداية من يوم الأحد، ونهاية بيوم الجمعة، هذه الأيام الستة، أما
يوم السبت، فلم يحصل فيه شيء.