وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا
فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ
وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ
أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا
كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ﴾ [الأنعام: 94].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ
مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡٔٗا وَلَا
يَعۡقِلُونَ ٤٣قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٤٤وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ
قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن
دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ٤٥﴾ [الزمر: 43- 45].
**********
الشرح
ساق المؤلف رحمه الله هذه الآية للرد على الذين يَدْعون من دون الله؛ من
الموتى، والملائكة، والأولياء، والصالحين، والأنبياء، فهذه الآية ترد عليهم في أن
الشفعاء يوم القيامة يتخلون عن الذين طلبوا منهم الشفاعة التي لم يأذن الله بها،
حتى ولو كان هؤلاء الشفعاء ضللوهم في الدنيا، وأمروهم بأن يفعلوا هذا، فإنه
يتبرؤون منهم يوم القيامة، حتى الشيطان الذي أغوى هؤلاء يتبرأ منهم، قال تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَمَّا
قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ
فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ
فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۖ﴾ [إبراهيم: 22]،
فيتبرؤون منهم وهم أحوج ما يكونون إليهم، فدل على بطلان هذه الشفاعة، وأنها لا
تنفع أصحابها يوم القيامة.
قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ﴾ [الأنعام: 94] ليس معكم شيء ﴿كَمَا
خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ﴾، فالإنسان دخل الدنيا حين خرج من بطن أمه وليس معه شيء،
ويخرج منها بالموت وليس معه منها شيء إلا العمل الصالح الذي عمله فيها، أو العمل
السيء، فهو الذي يخرج به من هذه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد