×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 الدنيا، أما الأموال، والممتلكات، وأما الشفعاء الذين تعلقوا بهم، فإنهم يتخلون عنهم، الأموال تكون لغيرهم، والشفعاء يتبرؤون منهم، فخسروا الدنيا والآخرة.

قال: ﴿وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ أي: ما أعطيناكم في الدنيا من الأموال، ﴿وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ [الأنعام: 94]، فالله جل وعلا نهى عن هذا الشيء، وحذرهم منه، ووضح للناس عاقبته وما تؤول إليه، فلم يبق لهم عذر ولا حجة، إلا المكابرة، أو اتباع الذين أضلوهم من غير علم؛ لأنهم تركوا الكتاب والسنة والحجة الواضحة، وتركوا دعاة التوحيد، واقبلوا على هذه الترهات والأباطيل، واتبعوا من لا يصلح للاقتداء، فإذا به يتبرأ منهم يوم القيامة.

فهذا واضح جدًّا في أن الشفاعة لا تُطلب - كما يزعمون - من الأموات، والأوثان، والأشجار، والأحجار، وإنما تُطلب من الله جل وعلا، فهو سبحانه الذي يملك الشفاعة، وأما الذي لا يملك الشفاعة، فلا تُطلب منه؛ لأنه يُطلب منه ما لا يملك.

وقوله تعالى: ﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ ٤٣قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٤٤وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ٤٥ [الزمر: 43- 45]، هذه الآية من سورة الزمر مثل آية سورة الأنعام، فالقرآن كله يصدق بعضه بعضًا، ويفسر بعضه بعضًا، ولا يتعارض أبدًا، فالمسار واحد في جميع الآيات، وكذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا تتعارض ولا تتناقض أبدًا.


الشرح