×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

وقوله ﴿أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ هذا استفهام إنكار، ﴿أَمِ بمعنى: بل، فيكون المعنى: بل اتخذوا من دون الله شفعاء من الأموات، والأضرحة، والقبور، والجن، والإنس، طلبوا منهم الشفاعة على أنهم يملكونها من دون الله عز وجل، ﴿قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡ‍ٔٗا لا يملكون شيئًا إلا ما أعطاهم الله سبحانه وتعالى، فلا أحد يملك شيئًا إلا ما أعطاه الله؛ من العلم، من الدين، من المال، من الأولاد، وكذلك الشفاعة ليست ملكًا لهم، وإنما هي ملك لله، ولهذا قال: ﴿قُلۡ أيها الرسول بل ﴿لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ، وقوله: ﴿شَيۡ‍ٔٗا نكرة في سياق النفي، فتعم كل شيء إلا ما أعطاهم الله، ومن ذلك الشفاعة.

قال: ﴿وَلَا يَعۡقِلُونَ؛ لأن هذه جمادات؛ أشجار، وأحجار، أو أموات فقدوا إدراكهم في الدنيا وصاروا موتى، قال تعالى: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا يَسۡمَعُواْ دُعَآءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُواْ مَا ٱسۡتَجَابُواْ لَكُمۡۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ [فاطر: 14]. فالأمر واضح في هذا جدًّا، لكن هؤلاء أعرضوا عن القرآن، واتبعوا القصص، والحكايات، والخرافات، والمنامات، ودعاة الضلال، والتقليد الأعمى، ولا يقرؤون القرآن إلا للتبرك، أو الرقية أو التأكل به في المحافل، أما للعمل والتدبر، فقليل من الناس من يقرأه قراءة تدبر وعمل واتباع.

فإذا كانوا لا يملكون شيئًا، فمن الذي يملك؟ قال: ﴿قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ جميع الشفاعة لله سبحانه وتعالى هو الذي يملكها، فلا تُطلب إلا منه، وهو يأذن بها إذا شاء سبحانه وتعالى.

ثم عمم فقال: ﴿لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ فلله جل وعلا الشفاعة، وله الممتلكات كلها ما نعلمه وما لا نعلمه، وهو سبحانه يملك من شاء من


الشرح