×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 عباده، تمليكًا مؤقتًا، ثم يؤول الملك إلى الله جل وعلا، وهو يعطيها لغيره من الورثة ومن يأتي بعده.

قال ﴿ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ [الزمر: 44] فيحاسبكم على تصرفاتكم، وعلى تقولكم على الله بغير علم، وعلى تفريطكم، لستم مهملين، لا بد من أن تُحاسب يوم القيامة على جميع أعمالك، وتصرفاتك، وتُجازى عليها، فليست المسألة أنك في هذه الدنيا تعمل ما تشاء، وتتبع هواك ورغبتك، ثم تترك هملاً، بل لك موعد تحاسب فيه على ما قدمت في هذه الدنيا، قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ [البقرة: 281].

قال في الآية الثانية: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ [الزمر: 45] يُبين سبحانه وتعالى أنه مع هذا البيان الواضح، و الحجج القاطعة على بطلان الشرك، فإنهم لا يتخلون عنه؛ لأنهم يتعصبون لما هم عليه، وما عليه مشائخهم، وأهل بلدهم، رغم وضوح الحجة في بطلان ما هم عليه، فإذا ذُكر التوحيد وإخلاص العبادة لله، وترك عبادة ما سواء، ﴿ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ [الزمر: 45]؛ لأنهم يكرهون التوحيد، وتنفر منه قلوبهم.

وسبحان الله! هذا واقع الآن، فإنك لو ذكرت التوحيد عند هؤلاء القبوريين، والخرافيين، والصوفيين، أو عند أصحاب التوجهات المخالفة، لو ذكرت عندهم المنهج الصحيح والطريقة السليمة، ودعوتهم إلى الرجوع إلى الحق، فإنهم ينفرون، ولا يقبلون هذا، بل إنهم يقابلونك بأسوأ الأقوال والاتهامات، وغير ذلك.


الشرح