×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 قال: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ [الزمر: 45]، أي: لا يؤمنون بالحساب والجزاء، وما حملهم على استمرارهم على الشرك والمكابرة إلا أنهم لا يؤمنون بأن هناك حسابًا وجزاءً وجنة ونارًا، غاب عنهم هذا بسبب الهوى، والتقليد الأعمى، والتعصب، تغيب الآخرة عن الإنسان المبتلى بالتعصب، وتحضر عند الذي يريد النجاة ويقبل الحق.

ولذلك فإن بعض الجماعات التي تدعو إلى الإسلام لو قلت لهم: بينوا للناس التوحيد وحذروهم من الشرك. قالوا: نحن لا ننفر الناس، نحن نجمعهم. أتجمعونهم على الباطل؟! ليس هذا بتجميع، هذا تفريق، لا يجتمع الناس اجتماعًا صحيحًا إلا على عقيدة التوحيد، فهي التي تصفي القلوب وتحصل بها المودة والإخوة بين المسلمين، أما أن يُترك كل واحد على عقيدة، فلن يحصل اجتماع أبدًا، وإن اجتمعوا في الظاهر ﴿تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ [الحشر: 14].

فالاجتماع الصحيح إنما يكون على التوحيد، والعقيدة الصحيحة، فإذا كنتم تدعون إلى الله حقيقة، فابدؤوا بالتوحيد، كما بدأ الأنبياء، وكما بدأ المصلحون، ابدؤوا بالعقيدة أولاً وقبل كل شيء، وهذا هو علامة الدعوة الصحيحة، أما الدعوة الفاشلة، والدعوة التي لا تجدي شيئًا ولا تسمن ولا تغني من جوع، فهي التي لا تهتم بالتوحيد ولا بالعقيدة، وتترك الناس على ما هم عليه من الشركيات، والبدعيات، والمخالفات، فهذه ليست دعوة؛ لأنها مخالفة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح