وَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَوۡمَئِذٖ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ
لَا عِوَجَ لَهُۥۖ وَخَشَعَتِ ٱلۡأَصۡوَاتُ لِلرَّحۡمَٰنِ فَلَا تَسۡمَعُ إِلَّا هَمۡسٗا
١٠٨يَوۡمَئِذٖ لَّا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ
وَرَضِيَ لَهُۥ قَوۡلٗا ١٠٩﴾ [طه: 108، 109]، وَقَالَ صَاحِبُ يس: ﴿وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي
فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢٢ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن
يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡٔٗا وَلَا يُنقِذُونِ
٢٣إِنِّيٓ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٢٤إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ
٢٥﴾ [يس: 22- 25].
**********
الشرح
قال تعالى: ﴿وَخَشَعَتِ ٱلۡأَصۡوَاتُ
لِلرَّحۡمَٰنِ﴾ [طه: 108] هذا في يوم القيامة، إذا بعث الله الأولين
والآخرين في صعيد واحد لا يغيب منهم أحد، ولا يتخلف منهم أحد، فحينئذٍ تخشع
الأصوات للرحمن، ولا يحصل الكلام من هيبة الرحمن جل جلاله، ﴿فَلَا تَسۡمَعُ إِلَّا
هَمۡسٗا﴾ [طه: 108] خفيًّا فيما بينهم. قال تعالى: ﴿يَوۡمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
صَفّٗاۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَقَالَ
صَوَابٗا﴾ [النبأ: 38].
وقوله تعالى: ﴿وَخَشَعَتِ ٱلۡأَصۡوَاتُ
لِلرَّحۡمَٰنِ فَلَا تَسۡمَعُ إِلَّا هَمۡسٗا﴾ [طه: 108] يدل على
جلالة الموقف وعظمة الرب سبحانه وتعالى، وأن هذا اللغط الذي في الدنيا والخصومات،
تضمحل وتزول في هذا الموقف، وكل مشغول بنفسه.
قال: ﴿يَوۡمَئِذٖ لَّا
تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُۥ
قَوۡلٗا﴾ [طه: 109] هذا محل الشاهد أن الشفاعة لا تكون إلا بعد
أن يأذن الله للشافع ويرضى للمشفوع فيه، فالشفاعة لا تنفع إلا أهل الإيمان الذين
عندهم شيء من الذنوب يستحقون به العذاب، إذا توافر هذان الشرطان:
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد