الأول: إذن الله للشافع أن يشفع.
الثاني: رضاه عن المشفوع فيه، وهو لا يرضى إلا عن أهل التوحيد الذين عندهم خطايا
وسيئات تستوجب العذاب، فهم تحت المشيئة إن شاء الله غفر لهم، وإن شاء عذبهم، وإن
شاء قبل فيهم شفاعة الشافعين.
ثم ذكر الشيخ رحمه الله ما قاله الرجل المؤمن في سورة «يس»، وسميت «يس» لأن
الله افتتح أولها بـ ﴿يسٓ﴾ [يس: 1] حروف
مقطعة، مثل ﴿طه﴾ [طه: 1 ]، ,,﴿الٓمٓصٓ﴾ [الأعراف: 1 ]،
حروف مقطعة، خلافًا للذين يقولون: إن ﴿يسٓ﴾ [يس: 1] اسم الرسول
صلى الله عليه وسلم، واسمه طه أيضًا. وليس الأمر كذلك، فهذه ليست بأسماء، إنما هي
حروف مقطعة.
قال تعالى: ﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم
مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ﴾ [يس: 13]، هذه
القرية كانت في الشام وكانت على الشرك، فأرسل المسيح عليه السلام إليهم رسلاً
يدعونهم إلى التوحيد، فقوله: ﴿ٱلۡمُرۡسَلُونَ﴾ أي: رسل المسيح
عليه السلام، وقيل: إنهم رسل من عند الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ
إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا﴾ أرسل لهم اثنين يدعونهم إلى
التوحيد، فكذبوهما، فعززهم الله، أي: قواهم برسول ثالث ﴿فَقَالُوٓاْ
إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ﴾ لدعوتكم إلى التوحيد وترك الشرك الذي أنتم عليه، ﴿قَالُواْ مَآ أَنتُمۡ
إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا﴾ هذه حجة المشركين، يقولون: لا يمكن أن يرسل الله إلينا
واحدًا مثلنا، لا بد أن يرسل ملكًا من الملائكة، أما أن يكون واحدًا منَّا فليس له
فضل علينا، نحن وهو سواء، هذه كلمة المشركين: ﴿قَالُواْ
مَآ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا﴾ فجحدوا الوحي والرسالة، ﴿إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا
تَكۡذِبُونَ﴾ [يس: 14، 15]، أي: تكذبون على الله سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد