سبحان الله! يقولون: لا يمكن أن تكون الرسالة في البشر، ويجعلون الإلهية في
الحجر! أين العقول؟ إذا كانت الرسالة عندهم لا تصلح للبشر، فكيف تكون الربوبية
والألوهية في الحجر، والشجر، والقبور، والأموات؟! لكن صاحب البطل لا ينظر إلى
باطله، ولا ينظر إلى ما هو عليه.
قال تعالى: ﴿قَالُواْ
رَبُّنَا يَعۡلَمُ إِنَّآ إِلَيۡكُمۡ لَمُرۡسَلُونَ ١٦وَمَا عَلَيۡنَآ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ
ٱلۡمُبِينُ ١٧﴾ [يس:، 16- 17]، الهداية بيد الله سبحانه وتعالى، أما
نحن فعلينا البلاغ، وهذا عام في الرسل، وغيرهم من الدعاة والمصلحين، أنهم لا
يملكون هداية القلوب، وإنما هذا بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن هداية القلوب تحصل
لمن قبل الخير وطلبه، فالله يوفقه جل وعلا، أما الذي يُعرض عن الخير، فإن الله
يحرمه، وهو الذي حرم نفسه، فالله جل وعلا، أما الذي يُعرض عن الخير، فإن الله
يحرمه، وهو الذي حرم نفسه، فالله جل وعلا لا يضع الهداية إلا فيمن يستحقها ويحبها،
ويحرم المعاند الذي لا يقبل الحق من الهداية عقوبة له.
قوله: ﴿قَالُوٓاْ إِنَّا
تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ﴾ [يس:، 18] هددهم هذه المرة، أنتم ما أتيتمونا بخير من
يوم أن رأيناكم والمصاب تأتينا، فهذه طريقة الكفار مع الرسل يتطيرون بهم، وهي
أيضًا طريقة الفساق مع دعاة الحق، يقولون: هؤلاء بلاوي، وهؤلاء عقدوا المجتمع،
وهؤلاء سبب التأخر والرجعية، وهؤلاء وقفوا حجر عثرة أمام التقدم، فما أشبه الليلة
بالبارحة، يقولون للرسل وأتباعهم هذه المقالة: إنكم أنتم السبب فيما أصابنا من
القحط والجدب والمصائب. في حين أن السبب إنما هي أعمالهم، أما الرسل فلا يأتون إلا
بالخير.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد