فإذا توسل بالميت وصرف له
شيئًا من العبادة، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة، أما إذا توسل به ولم يصرف له
شيئًا من العبادة، فهذا يعتبر بدعة؛ لأن الله لم يشرع لنا التوسل بالأموات والتوسط
بهم، ولكن إن أضاف إلى ذلك تقربًا إلى الأموات بالذبح والنذر والاستغاثة، كما هو
حال القبوريين، فإن هذا شرك أكبر يخرج من الملة، وهو شرك أهل الجاهلية، قال تعالى:
﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا
عِندَ ٱللَّهِۚ﴾، وقال: ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ﴾ اعترفوا أنهم
يعبدونهم، ﴿إِلَّا
لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3] هذه
حجتهم، وإلا هم يعلمون أنهم لا يقدرون، ولا ينفعون، ولا يضرون، ولا يخلقون، ولا
يرزقون، ولكن أرادوا التوسط لهم عند الله، والله لم يشرع لهم ذلك.
قوله: «الَّتِي يُثْبِتُهَا أَهْلُ
الشِّرْكِ» أي: أهل الجاهلية، «وَمَنْ
شَابَهَهُمْ».
من المنتسبين إلى الإسلام اليوم، الذين اتخذوا القبور أوثانًا تُعبد من دون
الله عز وجل بالذبح، والنذر، والدعاء، والاستغاثة، وغير ذلك، فتجدهم ينادون
الأموات: يا علي، يا حسين، يا عبد القادر، يا شاذلي، يا فلان، يا علان، خصوصًا في
الشدائد، يهتفون بالأموات وينسون الله سبحانه وتعالى، عكس ما كان عليه المشركون
الأولون في الجاهلية، كانوا يشركون في حال الرخاء، لكن في حال الشدة كانوا يخلصون
الدعاء لله؛ لأنهم يعلمون أنه لا ينقذ من الشدائد والكربات إلا الله عز وجل، قال
تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ
ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ﴾ [الإسراء: 67]، أما
المشركون من المنتسبين للإسلام يزيد شركهم في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد