×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

مثل هذا الكلام ردٌّ على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه تخطئة للرسول صلى الله عليه وسلم حينما نهى عن الصلاة عند القبور.

يقولون: لا.. هؤلاء لا يقصدون إلا خيرًا. والرسول صلى الله عليه وسلم ما نظر إلى أنهم يقصدون أو لا يقصدون، وإنما نظر إلى المكان الذي يُصلى فيه وهو عند القبر؛ لأن هذا وسيلة إلى الشرك بالله في المستقبل.

قوله: «وَنَهَى عَنْ الصَّلاَةِ إلَى الْقُبُورِ». نهى عن الصلاة عند القبور، ونهى عن الصلاة إلى القبور، أي: استقبال القبور في الصلاة؛ لأن هذه وسيلة إلى تعظيمها وعبادتها من دون الله.

قوله: «وَأَرْسَلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ». الرسول صلى الله عليه وسلم بعث عليًّا رضي الله عنه وأوصاه - وهي وصية لكل مسلم، ولكل عالم، وليس أمر من المسلمين، وليس خاصة بعلي رضي الله عنه - فقال:

«أَلاَّ تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا»، أي: مرتفعًا، «إلاَّ سَوَّيتهُ» أي: أزلت ارتفاعه، ولذلك كان قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبور أصحابه قريبة من سطح الأرض، وليست مرتفعة، يُرفع القبر قدر شبر مسنم؛ من أجل أن يعرف الناس أنه قبر ولا يطؤون عليه، ولا يُزاد على شبر، فإن زاد فالزيادة تُزال؛ لأن الرسول أمر عليًّا رضي الله عنه بتسوية القبور المرتفعة؛ وذلك سدًّا لذريعة الشرك؛ لأن الناس إذا رأوا هذا القبر مشرفًا مرتفعًا، قالوا: هذا قبر صالح من الصالحين أو نبي، وفيه سر من الأسرار، فأقبلوا عليه يطلبون منه الحوائج.

قوله: «وَلاَ تدع صُورَةً إلاَّ طَمَسْتهَا». ذلك أن الصورة وسيلة إلى الشرك كما سبق ووقع قوم نوح، فالرسول أراد سد هذه الطريقة، ونفذ علي رضي الله عنه هذا وبلغه للناس، وقال لصاحبه أبي الهياج الأسدي التابعي:


الشرح