×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ «أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ».

قال: «وَلَعَنَ الْمُصَوِّرِينَ». اللعن يدل على أنها كبيرة، فالمصور ملعون لسببين:

الأول: أنه يضاهي خلق الله عز وجل، ويحاول أنه يخلق مع الله.

الثاني: أن الصور في المستقبل يُخشى منها تعلق القلوب بها، لا سيما إذا كانت صورًا لذوي الشأن من العلماء، والقادة، والرؤساء، والملوك، فهي أقرب إلى الفتنة والعياذ بالله.

قال: «وَعَنْ أَبِي الهياج الأسدي: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: لَأَبْعَثُك عَلَى مَا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم...». هذا ليس خاصًّا بعلي رضي الله عنه، ولذلك أمر به أبا الهياج، وأبو الهياج بلَّغه للناس، فدل على أن هذه وصية لكل مسلم أن يقوم بهذا العمل، فإن كان محتسبًا له سلطة فله أن يزيله بيده، وإذا كان عالمًا وليس له سلطة فإنه ينكر بلسانه، ويُبين للناس أن هذا شرك أو وسيلة إلى الشرك، ولا يزيله بيده حتى يكون له سلطة، أو وراءه سلطان يحميه، فهذا يحدث فتنة وشرًّا، وقد يُعاد بناؤها أحسن مما كانت من قبل، فلا يجوز أن نذهب للقبور ونهدمها، ونكسرها؛ لما يترتب على ذلك من شر عظيم، كما حصل في العراق من وقت قريب، فهذا الذي فعل ذلك أشك أنه من المسلمين، وإنما هو من الكفار، وفعل هذا لأجل أن يوقع الفتنة بين العراقيين، وتشب الفتنة بينهم، وإن كان مسلمًا فهو جاهل، وليست الغيرة وإنكار المنكر بهذه الطريقة، إنما هذا لا يقوم به إلا ولاة الأمور والسلاطين، أما العالم فوظيفته البيان والدعوة فقط.


الشرح