صالحين في قوم نوح ماتوا
في سنة واحدة، فندموا عليهم، فجاء إبليس، وقال لهم: صوروا صورهم حتى تتذكروا
عبادتهم، فصوروها، ونصبوها على مجالسهم، وكان العلماء موجودون، فلم يتمكن الشيطان
أن يأمرهم بعبادتها، فلما مات العلماء ولم يبقَ إلا الجهال جاءهم الشيطان، وقال
لهم: إن آباءكم ما نصبوها إلا لطلب البركة، وبها كانوا يسقون المطر. فقبلوا منه
هذا الكلام من جهلهم، فعبدوها من دون الله عز وجل.
فالشيطان نظره بعيد - لعنه الله - إذا ما قدر أن يضل هذا الجيل ينظر إلى
الأجيال القادمة، فهو يؤسس الشر أولاً، ثم يتطور فيما بعد، فلا نغتر ونقول: نحن
نعرف التوحيد، والحمد لله نشأنا عليه، وعندنا كتب وعلماء، فسيأتي ناس من بعدنا
جهال، والعلماء يموتون، البقاء لله سبحانه وتعالى، فلا يجد الشيطان من يقاومه،
فحينئذٍ يتسلط على الناس.
قوله: «وَهَذَا» أي: كلام ابن عباس
رضي الله عنهما «مَشْهُورٌ فِي كُتُبِ
التَّفْسِيرِ» أي: الصحيحة منها.
قوله: «وَهَذِهِ أَبْطَلَهَا النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم وَحَسَمَ مَادَّتَهَا وَسَدَّ ذَرِيعَتَهَا حَتَّى لَعَنَ مَنْ
اتَّخَذَ قُبُورَ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ مَسَاجِدَ يُصَلَّى فِيهَا».
الله جل وعلا بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد، وبملة إبراهيم عليه الصلاة
والسلام، وملة الأنبياء جميعًا هي التوحيد، فمحا هذه الأصنام وكسرها، وكانت كثيرة
في أرض الحجاز، فكان على الكعبة ثلاثمائة وستون صنًما، وعلى الصفا والمروة إساف
ونائلة، وهبل في مكة، وفي كل بيت من بيوت مكة صنم يعبده أهل ذلك البيت، وحول مكة
اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى.
والرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة هدم هذه الأوثان، وطهر البيت
العتيق
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد