غيره، فإن الله لا يقبله،
والمشركون الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعبدون الله،
وكانوا يحجون، ويعتمرون، ويتصدقون، ويعملون أعمالاً من بقايا دين إبراهيم، ولكنهم
كانوا يشركون بالله، فلم تنفعهم أعمالهم؛ لأن الشرك يحبط جميع الأعمال ويبطلها، ﴿أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلۡخَالِصُۚ﴾ [الزمر: 3] فلا
يقبل الله من الدين إلا ما توافر فيه شرطان:
الأول: الإخلاص لله عز وجل.
الثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿بَلَىٰۚ
مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾ هذا هو الإخلاص ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾ [البقرة: 112]، أي:
متبع للرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر الذين انحرفوا عن هذا، فقال: ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ
إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ إذا سُئلوا لماذا تعبدونهم، وأنتم تعترفون أنهم لا
يخلقون ولا يرزقون؟ قالوا: ﴿لِيُقَرِّبُونَآ
إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ نحن لا نصل إلى الله ونحن مذنبون، وهؤلاء صالحون لهم
جاه عند الله، فيشفعون لنا عند الله، وجاءوا بالحصر وقالوا: ﴿إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ﴾ أي: ما لهم قصد إلا
التوسل بهم.
والله جل وعلا أنكر عليهم وقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي
مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ﴾ [الزمر: 3]، فحكم عليهم بالكذب والكفر، وهم يقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا﴾
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد