أما قولهم: «إلاَّ شَرِيكًا هُوَ
لَك» فهذه تلبية المشركين، وهي مثل قولهم: ﴿مَا
نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]،
وقولهم: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18].
وقولهم: «تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ».
أي: ليس له شيء، سبحان الله! إذا كان لا يملك شيئًا، فكيف تتخذونه وتطلبون منه؟ من
أين يعطيكم وهو فقير مثلكم أو أقل؟ فأنزل الله جل وعلا في رد هذه التلبية هذه
الآيات من سورة الروم، قال تعالى: ﴿ضَرَبَ
لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم
مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ
كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ
٢٨بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن
يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ ٢٩فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا
تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ
لَا يَعۡلَمُونَ ٣٠﴾ [الروم: 28- 30].
هذا إبطال لمقالة المشركين الذين يقولون: إن الله له شريك من عباده يشاركه
ملكه وما ملك. فهل يرضون هذا لأنفسهم هل يرضون أن يشاركهم عبيدهم في ملكهم؟ هل أحد
يرضى أن يشاركه عبد مملوك في ملكه وبيته وأمواله؟! لا أحد يرضى بهذا.
قوله: ﴿هَل لَّكُم مِّن
مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم﴾ من الإرقاء ﴿مِّن
شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ﴾ في أموالكم، أترضى أن عبدك يشاركك في مالك؟ فإن كنت لا
ترضاه لنفسك، فكيف ترضاه لله وتقول: «إلاَّ
شَرِيكًا هُوَ لَك تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ»؟ أتنزهون أنفسكم عن ذلك، ولا
تنزهون الله سبحانه وتعالى ؟ تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا. فهذا إبطال لهذه
الفرية من أصلها، كونهم لا يرضون هذا لأنفسهم، كما أنهم يثبتون البنات لله وهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد