على المجسم، وعلى غير
المجسم، فكل الصور تُسمى تماثيل، فلا يُفرق بين المجسمة وغير المجسمة إلا إنسان
ليس عنده علم، أو صاحب هوى، والفتنة حاصلة بالمرسوم أو المنحوت أو المبنى.
قوله: «يَا سَيِّدِي جرجس أَوْ بطرس».
هذا من أعلام النصارى.
قوله: «أَوْ يَا سِتِّي الْحَنُونَةُ».
يقصدون مريم عليها السلام.
قوله: «أَوْ يَا سَيِّدِي الْخَلِيلُ
أَوْ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ». أو غير ذلك من الأنبياء.
قوله: «اشْفَعْ لِي إلَى رَبِّك».
يهتفون بأسماء الأموات والغائبين في البحر والبر إذا وقعوا في شدة، ويقولون: نحن
في حسبك، نحن تحت رحمتك، أنقذنا، فرِّج عنَّا، ولا يدعون الله عز وجل. وهذا ظاهر
على شرك المتأخرين، الأولون كانوا يشركون في الرخاء، ويخلصون لله في حال الشدة،
قال تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُواْ
فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى
ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ﴾ [العنكبوت: 65].
أما المتأخرون من المشركين المنتسبين لهذه الأمة،
فإنهم كلما اشتدت الكربة بهم زاد شركهم، وزاد هتافهم بالأولياء والصالحين في
البحار وغيرها، فيقول أحدهم: يا عبد القادر، يا حسين، يا علي، ولا يقول: يا الله أبدًا،
ويأمر من حوله أن يهتفوا بأسماء الأولياء؛ ولهذا قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله: «إن شرك الأولين أخف من شرك
المتأخرين؛ لأن الأولين يشركون في الرخاء، ويخلصون في الشدة، أما هؤلاء فشركهم
دائم في الرخاء، وفي الشدة؛ بل شركهم في الشدة أشد من شركهم في الرخاء». وهذا
لعظيم الفتنة والعياذ بالله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد