×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 أَمَّا الأَْوَّلُ فَيُقَالُ: قَدْ عُلِمَ بِالاِضْطِرَارِ وَالتَّوَاتُرِ مِنْ دِينِ الإِْسْلاَمِ وَبِإِجْمَاعِ سَلَفِ الأُْمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِوَاجِبِ وَلاَ مُسْتَحَبٍّ. وَعُلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَلْ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ الأَْنْبِيَاءِ قَبْلَهُ شَرَعُوا لِلنَّاسِ أَنْ يَدْعُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالأَْنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ وَلاَ يَسْتَشْفِعُوا بِهِمْ لاَ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ وَلاَ فِي مَغِيبِهِمْ فَلاَ يَقُولُ أَحَدٌ: يَا مَلاَئِكَةَ اللَّهِ اشْفَعُوا لِي عِنْدَ اللَّهِ سَلُوا اللَّهَ لَنَا أَنْ يَنْصُرَنَا أَوْ يَرْزُقَنَا أَوْ يَهْدِيَنَا. وَكَذَلِكَ لاَ يَقُولُ لِمَنْ مَاتَ مِنْ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ اُدْعُ اللَّهَ لِي سَلْ اللَّهَ لِي اسْتَغْفِرْ اللَّهَ لِي سَلْ اللَّهَ لِي أَنْ يَغْفِرَ لِي أَوْ يَهْدِيَنِي أَوْ يَنْصُرَنِي أَوْ يُعَافِيَنِي وَلاَ يَقُولُ: أَشْكُو إلَيْك ذُنُوبِي أَوْ نَقْصَ رِزْقِي أَوْ تَسَلُّطَ الْعَدُوِّ عَلَيَّ أَوْ أَشْكُو إلَيْك فُلاَنًا الَّذِي ظَلَمَنِي.

**********

الشرح

قوله: «أَمَّا الأَْوَّلُ فَيُقَالُ: قَدْ عُلِمَ بِالاِضْطِرَارِ وَالتَّوَاتُرِ مِنْ دِينِ الإِْسْلاَمِ» هذا الذي تفعلونه أيها المبتدعة، يا من تعبدون القبور وتستغيثون بالأموات، هو بالإجماع ليس بواجب ولا مستحب. إذًا: هو خارج عن الدين؛ لأن الدين إما واجب أو مستحب، وهذا ليس بواجب ولا مستحب. فهو زيادة، والزيادة في الدين مردودة وبدعة.

قوله: «وَعُلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَلْ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ الأَْنْبِيَاءِ قَبْلَهُ شَرَعُوا لِلنَّاسِ أَنْ يَدْعُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالأَْنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ وَلاَ يَسْتَشْفِعُوا بِهِمْ». عُلم بالاضطرار، ومن الكتاب والسنة والإجماع أن الأنبياء لم يشرعوا دعاء غير الله، ولا الاستغاثة بالأموات والغائبين، وما كان كذلك فهو باطل، والذي يقول: إن دعاء الأموات والصالحين والملائكة والأنبياء جائز، كلامه باطل؛ لأنه مخالف لإجماع الأنبياء، فالأنبياء


الشرح