كلهم يقولون: اعبدوا الله
ولا تشركوا به شيئًا، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، نفي
وإثبات، مثل: «لا إله إلا الله»،
وقال: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن
قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠
فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، وقال: ﴿يُنَزِّلُ
ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ
أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ﴾ [النحل: 2]، هذا
الذي جاءت به الرسل إخلاص العبادة لله، وترك عبادة ما سواه، وهذا هو الذي شرحه
الله سبحانه وتعالى.
قوله: «لاَ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ وَلاَ
فِي مَغِيبِهِمْ». الميت لا يقدر على الإجابة، والغائب لا يسمعك، ولو سمعك لا
يقدر على إجابتك وهو بعيد عنك، أما الحي الحاضر الذي يقدر على مساعدتك، فلا بأس أن
تستنجد به إذا احتجت إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ
الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» ([1]). وقال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ
وَٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 2]، فطلب العون من المخلوق إذا كان قادرًا
على ما يُطلب منه، وهو حيٌّ حاضرٌ عند المحتاج فلا بأس بذلك، أما الاستغاثة
بالأموات، أو بالغائبين فهو أمر لا يجوز.
قوله: «فَلاَ يَقُولُ أَحَدٌ: يَا
مَلاَئِكَةَ اللَّهِ اشْفَعُوا لِي عِنْدَ اللَّهِ سَلُوا اللَّهَ لَنَا أَنْ
يَنْصُرَنَا أَوْ يَرْزُقَنَا أَوْ يَهْدِيَنَا». لأن الملائكة غائبون لا
يراهم، فكيف يستنجد بمن لا يراه؟
قوله: «وَكَذَلِكَ لاَ يَقُولُ لِمَنْ مَاتَ مِنْ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ...». الميت لا يقدر على شيء، انتهى عمله،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (225).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد