قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به من بعده» ([1])، وأنتم تقولون:
لا.. لم ينقطع عمله، ويقدر أن يغيث من يستغيث به، ويساعد من يحتاج إلى مساعدة،
ويجيب من يسأله، وهذا كذب على الله سبحانه وتعالى.
قوله: «اُدْعُ اللَّهَ لِي». وهذا
أيضًا فيه رد على من سبق أن ذكرنا أنهم يقولون: إن طلب الشفاعة من الرسول، أو من
أي ميت ليس بشرك، وإنما هو محرم وبدعة فقط، وهذا كلام باطل.
ومن العجيب والانتكاس أن تطلب من إنسان ميت قضاء حوائجك، ولا تطلبها من
الله، والله قريب مجيب، وغني كريم، وأمرك أن تدعوه، ووعدك أن يستجيب لك، فلماذا
تعدل عن الله، وتذهب إلى ميت؟! هذا من انتكاس الفطر والعياذ بالله، ومن تزيين
شياطين الإنس والجن، يقولون: إنهم صالحون نعم صالحون، لكن صلاحهم لأنفسهم، وأنت لا
علاقة لك بصلاحهم، ليس لك إلا عملك، قال تعالى: ﴿تِلۡكَ
أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسَۡٔلُونَ
عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة: 134]، ليس لك علاقة بصلاحهم، ولا تسأل الله
بأعمالهم، إنما تسأل الله بعملك أنت، فلا تتوسل إلى الله بعمل غيرك وصلاح غيرك.
قوله: «وَلاَ يَقُولُ: أَشْكُو إلَيْك ذُنُوبِي». يشكون ذنوبهم إلى المخلوق، إلى الرسول، أو إلى غيره، فيأتون عند القبر، أو يكتبون للرسول، أو يؤلفون في مؤلفاتهم وقصائدهم يخاطبون الرسول، ويشكون إليه، وينتصرون به على الأعداء، ولا يرد ذكر الله على
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد