كذا، ويطلب من الرسول، ولا يزال حتى الآن توجد رسائل مكتوبة تُلقى في شبك
القبر.
وأيضًا: في عرفة - وهذا شيء شاهدناه وشاهدها غيرنا - يأتون على الجبل،
ويعلقون خرقًا أو أوراقًا في شجر الجبل، أو يكومون أتربة وحصى، ويقولون: هذه علامة
على مجيئنا، ونحن أتينا لحاجات، وهذا كله من الخرافات، أما ذكر الله فليس له مكان
في قلوبهم ولا على ألسنتهم والعياذ بالله، إنما يتعلقون بالجمادات والأموات
والغائبين.
كيف ذلك وقد أتوا حاجين بيت الله الحرام؟ والحج مبني على التوحيد، وهم
يقولون كما يقول الحجيج عند الإحرام: «لبيك
اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»،
يكررونها، ومع هذا يثبتون الشريك لله عز وجل في أعمالهم وتصرفاتهم، فأين العقول
فضلاً عن الدين، فضلاً عن العلم؟!
كل هذا غاب عنهم والعياذ بالله، ووراءهم من يؤزهم على هذا الشيء، بل ويذهب
معهم، ويقودهم، ويطوفهم، ويسمونه المطوف، يطوف بهم على هذه الأشياء، ويزعمون أن
هذا من الحج، ومن العمرة، ومن الزيارة؛ من أجل أن يأخذوا أموالهم، وما هذا إلا
خيانة لهم، وكان الواجب عليهم إذا كانوا يخافون الله أن يقولوا: اجلسوا في المسجد
الحرام، طوفوا بالبيت، ارفعوا أكفكم إلى الله سبحانه وتعالى، وفروا عليكم أموالكم
من أجل أن تنفقوها في مصالحكم، لا تضيعوها في الشرك، لكن هؤلاء خونة، وهم الذين
أهلكوا الناس بهذه الطريقة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد