وقد يأتي بعضهم ويصعد جبل
حراء، من الذي يصعد جبل حراء؟ يمكن كبير السن أو عجوز كبيرة تصعد جبل حراء، وتصل
إلى الغار بزعمهم، ويأخذ يومًا وهو يصعد، وبعضهم يموت أثناء الطريق، وقد يكون
الجبل ملتهبًا في الرمضاء، يقولون: تريد الجنة امش، ولا أعلم كيف تروج على
عقولهم؟! وقد يسر الله لك أن تطوف سبعة أشواط بالبيت، وتصلي ركعتين، وتجلس في
المسجد الحرام، وتتلو القرآن، وتصلي الفريضة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «فَضْلُ الصَّلاَةِ فِي الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلاَةٍ» ([1]). ثم تترك هذا كله
وتذهب لتصعد جبل حراء، وتأخذ يومًا كاملاً، وقد تموت قبل أن تنزل، وتنقطع وأنت آثم
والعياذ بالله، لكن أين العقول التي تحضر عند هؤلاء؟ أظنهم يمشون بلا عقولهم.
كونك تجلس في المسجد الحرام في الأروقة عند المراوح والمكيفات والبرادات، تدعو الله وتصلي، أو تذهب لجبل النور؟! الله ما أمرك أن تذهب لجبل النور، ولا رسوله أمرك بذلك، الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يذهب إلى جبل النور بعد البعثة، إنما كان يذهب إليه قبل البعثة؛ لأجل أن يخلو عن الناس؛ لأنه لا يوجد إلا مشركون، وأوثان، وأصنام، وهو كان يجب أن ينعزل عنهم، لكن لما أعزَّ الله الإسلام، وهُدِّمت الأصنام، وطهر البيت الحرام ومكة المشرفة ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء، ولا أحد من أصحابه ذهب إلى غار حراء، ولا إلى غار ثور، والرسول صلى الله عليه وسلم ما ذهب إلى غار ثور من باب
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1190)، ومسلم رقم (1394).بلفظ: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد