×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 التعبد، وإنما ذهب إليه من باب الحاجة؛ لأجل الاختفاء عن المشركين، وجبل ثور جنوب مكة، وطريق الهجرة من الشمال، ذهب جنوبًا لأجل أن يخدعهم ولا يعلمون أين ذهب، ولما فتح الله عليه مكة، وصارت بلد إسلام ما كان يذهب إلى غار ثور؛ لأنه أمر عادي وليس بأمر تعبدي، ومن الأخذ بالأسباب النافعة لا من باب التعبد.

قوله: «وَلاَ يَكْتُبُ أَحَدٌ مَحْضَرًا أَنَّهُ اسْتَجَارَ بِفُلاَنِ وَيَذْهَبُ بِالْمَحْضَرِ إلَى مَنْ يَعْمَلُ بِذَلِكَ الْمَحْضَرِ». بعضهم يأتي عند الولي - وهو في الحقيقة طاغوت ولكن يسمي نفسه وليًّا - ويكتب محضرًا أني حضرت، واشهد يا فلان وفلان أني حججت، أو أن فلانًا حج في عام كذا وكذا، أو اعتمر في عام كذا وكذا، ويختم عليه هذا الطاغوت، ويصير محضرًا معه ومستندًا، فهل الله يجحد عباده حتى تأخذ معك محضرًا أو صكًّا من هذا الطاغوت؟! لكن هذا من أجل التضليل، ومن أكل أموال الناس بالباطل، وهذا كان موجودًا عند النصارى الذين عبدوا المسيح وأمه، ووجد في هذه الأمة من يفعل هذا اقتداء بهم والعياذ بالله، يكتب محضرًا وإثباتًا أنه حج أو اعتمر، أتثبت على الله عز وجل وأنت ما يدريك أنه حج مقبول، أو عمرة مقبولة، هذا لا يحتاج إلى كتابة أو إثبات صك، أو توقيع وختم من الطاغوت، هذا بينك وبين الله عز وجل.

وقد رأينا شيئًا من هذا؛ رأينا أناسًا معهم صكوك وقد وقع عليها بعض الطواغيت أنهم حجوا واعتمروا.


الشرح