وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا
يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُسْلِمِينَ كَمَا
يَفْعَلُهُ النَّصَارَى فِي كَنَائِسِهِمْ وَكَمَا يَفْعَلُهُ الْمُبْتَدِعُونَ
مِنْ الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ أَوْ فِي
مَغِيبِهِمْ فَهَذَا مِمَّا عُلِمَ بِالاِضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الإِْسْلاَمِ
وَبِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ وَبِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم لَمْ يَشْرَعْ هَذَا لأُِمَّتِهِ. وَكَذَلِكَ الأَْنْبِيَاءُ
قَبْلَهُ لَمْ يَشْرَعُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ بَلْ أَهْلُ الْكِتَابِ لَيْسَ
عِنْدَهُمْ عَنْ الأَْنْبِيَاءِ نَقْلٌ بِذَلِكَ كَمَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ
لَيْسَ عِنْدَهُمْ عَنْ نَبِيِّهِمْ نَقْلٌ بِذَلِكَ وَلاَ فَعَلَ هَذَا أَحَدٌ
مِنْ أَصْحَابِ نَبِيِّهِمْ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَلاَ اسْتَحَبَّ
ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لاَ الأَْئِمَّةُ الأَْرْبَعَةُ
وَلاَ غَيْرُهُمْ وَلاَ ذَكَرَ أَحَدٌ مِنْ الأَْئِمَّةِ لاَ فِي مَنَاسِكِ
الْحَجِّ وَلاَ غَيْرِهَا أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لأَِحَدِ أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم عِنْدَ قَبْرِهِ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ أَوْ يَدْعُوَ لأُِمَّتِهِ
أَوْ يَشْكُوَ إلَيْهِ مَا نَزَلَ بِأُمَّتِهِ مِنْ مَصَائِبِ الدُّنْيَا
وَالدِّينِ.
**********
الشرح
قوله: «كَمَا يَفْعَلُهُ النَّصَارَى
فِي كَنَائِسِهِمْ». النصارى إذا أخطأوا أو أساءوا أو أذنبوا يذهبون إلى
القساوسة يطلبون منهم المغفرة، فإذا غفروا لهم انتهت المشكلة، هذا شيء موجود في
كنائسهم يسمونه التوبة، أي: لا تقبل توبتهم إلا عند هذا الطاغوت، ولا بد أن يعطيك
إثباتًا أنك تائب. مع أن التوبة بابها مفتوح، لا تحتاج أن تذهب لأحد لكي تُقبل
توبتك، ارفع يديك إلى الله في الليل أو النهار، وتب إلى الله عز وجل واستغفره في
أي مكان، والله قريب مجيب يسمع ويرى ويعلم أحوال عباده، فلا تذهب إلى أحد لتطلب
منه التوبة والمغفرة، لا إلى قسيس، ولا إلى طاغوت يدَّعي أنه وليٌّ من أولياء
الله، بل ارفع يديك وأنت في مكانك من بر أو بحر أو أي مكان، وتب إلى الله عز وجل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد