×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 واستغفره في ليل أو نهار، فليس للتوبة وقت أو مكان محدد ولا شخص محدد.

أما قوله تعالى: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا [النساء: 64]، فهذه قضية خاصة في وقت الرسول، نزلت هذه الآية في أناس أساءوا إلى الرسول؛ حيث طلبوا التحاكم إلى غيره إلى كعب بن الأشرف، فبين الله لهم أنهم لو جاءوا وطلبوا من الرسول أن يسامحهم عن خطئهم في حقه وسامحهم لعفا الله عنهم. أما بعد موته فلا يُذهب إلى قبره، وليس هناك أحد من الصحابة ذهب يستغفر عند قبره أبدًا، ما فعل ذلك أحد من الصحابة ولا من السلف الصالح ولا من الأئمة، فدل على أن الآية لا عموم لها، وإنما هي في قضية خاصة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وانتهت.

قوله: «فَهَذَا مِمَّا عُلِمَ بِالاِضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الإِْسْلاَمِ وَبِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ وَبِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْرَعْ هَذَا لأُِمَّتِهِ». أبدًا الرسول صلى الله عليه وسلم ما شرع لنا أن نذهب إلى القبور، وندعو عندها ونستغفر عندها، بل نهى صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند القبور، والدعاء عند القبور، ونهى عن تعظيم القبور بالبناء، أو بالكتابة، أو بالسرج، أو بالأطياب التي تُرش على القبور من باب الدعاية لها، ونهى عن تجصيصها، وتلوينها بالألوان، كل هذا نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ سدًّا لوسائل الشرك.

والقبر يبقى كما دُفن عليه ترابه ونصائبه كما كانت قبور الصحابة رضي الله عنهم، بل قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق بقى عليه ترابه ونصائبه كما دُفن صلى الله عليه وسلم، لا يوضع عليه أشياء.

قد يقول قائل: إن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته أو في المسجد؟


الشرح