نقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم دُفن في بيته، وليس عقب ما دُفن بُني
عليه، وإنما هو بناء قائم موجود، ومنزل مسكون دُفن فيه صلى الله عليه وسلم؛ حماية
له من الغلو، فكيف يكون الحال لو أُبرز قبر الرسول، وصار في الخارج؟ ماذا يحصل
عنده من الاقتتال والزحام؟
فمن رحمة الله عز وجل أنه صانه، استجابة لدعاء رسوله صلى الله عليه وسلم؛
حيث قال: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ
قَبْرِي وَثَنًا يُعبَد» ([1]). وقال صلى الله
عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ
وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا»، قالت عائشة
رضي الله عنها: وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَأَبْرَزُوا قَبْرَهُ غَيْرَ أَنِّي خشي أَنْ
يُتَّخَذَ مَسْجِدًا ([2]).
وقال ابن القيم رحمه الله:
فَأجَابَ رَبُّ الْعَالمينَ دُعَاءَه |
وَأَحَاطَه بِثَلاَثَة الجُدْرَانِ |
حَتَّى غَدَت أَرْجَاؤُه بِدُعَائِه |
فِي عِزَّة وَحِمَايَة وَصِيَانِ |
قوله: «بَلْ أَهْلُ الْكِتَابِ لَيْسَ
عِنْدَهُمْ عَنْ الأَْنْبِيَاءِ نَقْلٌ بِذَلِكَ». أهل الكتاب إنما عملوا هذا
من اختراعهم وافترائهم على الأنبياء، ليس في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في
غيرها من الكتب السابقة شيء من هذه الخرافات، والتعلق بالأموات والأضرحة.
قوله: «كَمَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ عَنْ نَبِيِّهِمْ نَقْلٌ بِذَلِكَ وَلاَ فَعَلَ هَذَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ نَبِيِّهِمْ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ». ليس عند المسلمين نقل بأن القبر الفلاني، أو قبر الرسول، أو غيره، ينفع ويضر، وأنه يُعبد الله عنده، ويُدعا عنده، أو أن يُطلب من الرسول أو من غيره شيء بعد موته، هذا لا يوجد في الكتاب والسنة قطعًا، ولا يوجد في
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد