×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

عمل الصحابة والتابعين لهم بإحسان، إنما يوجد في عمل المخرفين، وفي كتب المخرفين الذين ليس عندهم إلا أحاديث مكذوبة، أو قصص خيالية، أو رؤى وأحلام، أو غير ذلك من الترهات والأباطيل.

قوله: «وَلاَ اسْتَحَبَّ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لاَ الأَْئِمَّةُ الأَْرْبَعَةُ وَلاَ غَيْرُهُمْ وَلاَ ذَكَرَ أَحَدٌ مِنْ الأَْئِمَّةِ لاَ فِي مَنَاسِكِ الْحَجِّ وَلاَ غَيْرِهَا أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لأَِحَدِ أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ قَبْرِهِ أَنْ يَشْفَعَ لَهُ أَوْ يَدْعُوَ لأُِمَّتِهِ أَوْ يَشْكُوَ إلَيْهِ مَا نَزَلَ بِأُمَّتِهِ مِنْ مَصَائِبِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ». نعم، ما ذكر ذلك أحد من الأئمة في مؤلفاته، وقوله: «أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ» ليس القصد منه كل مؤلف أو كاتب، وإنما الأئمة المعتبرون، كالأئمة الأربعة وغيرهم من الأئمة المعتبرين، لا يوجد في كتبهم شيء من هذا، إنما يوجد هذا في كتب المخرفين، وهذه ليست عبرة، فمن أراد أن يأتي بكلام من كلام الأئمة، فهذه كتبهم موجودة فليأتي لنا بنقل عن أبي حنيفة، عن مالك، عن الشافعي، عن أحمد، عن الأوزاعي، عن الثوري، عن إسحاق بن راهويه، عن يحيى بن معين، ولن يجد شيئًا، إنما هذا في كتب المخرفين، وليس في كتب أهل العلم والثقات، ومناسكهم التي كتبوها للحج والعمرة ليس فيها إلا وصف الحج والعمرة، وما يفعله الحاج والمعتمر على وفق السنة، ليس فيها شيء مخالف للسنة أبدًا.

الذي في كتب الأئمة هو أنك تزور القبر، وتسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، كغيره من القبور، هذا الذي ورد في كتب الأئمة سلام فقط، وهذا الذي فعله الصحابة إذا قدم أحدهم من سفر يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، أما من كان مقيمًا في المدينة، فلا يتردد على القبر للسلام، فكيف للتبرك أو للدعاء؟


الشرح