فالذين يقسمون البدع إلى أقسام، هذا كله باطل، لا يوجد بدعة إلا بدعة سيئة
في الدين، أما البدع في أمور الدنيا والمستجدات في أمور الدنيا، فهذه الأصل فيها
الإباحة، وهي ليست عبادة، مثل: ركوب السيارات، واستعمال الجوالات، واستعمال مكبر
الصوت، هذه من المباحات، وإن لم تكن موجودة من قبل.
قوله: «فَهُوَ ضَالٌّ مُتَّبِعٌ
لِلشَّيْطَانِ». ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، كل بدعة في الدين
ضلالة، أين الذين يقولون: إن هناك بدعة حسنة؟ هذا مخالف لقول الرسول: «كُلَّ بِدْعَةٍ» هذا عام، أي: كل بدعة
في الدين «ضَلاَلَةٌ».
قوله: «وَسَبِيلُهُ مِنْ سَبِيلِ الشَّيْطَانِ». لأن البدع من الشيطان، الشيطان يدعو إلى البدع ليغير بها السنن، ولذلك تجد هؤلاء - كما يأتي في كلام الشيخ - يحرصون على البدعة ونشرها، ولا يحرصون على نشر السنة؛ لأن الشيطان يغريهم بنشر البدع، ويثبطهم عن نشر السنن، هذا شيء واضح في كثير من الذين يسارعون إلى البدع، ويبحثون عنها، ويسألون عنها، ويبادرون في فعلها، أما لو قيل لهم: هذا الأمر مستحب يتكاسلون عنه، ولا يحرصون عليه؛ لأن الشيطان يثبطهم عنه ويحرضهم على البدع؛ ولذلك تجد لهم نشاطًا في نشر البدع.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد