قوله: «فَإِذَا كَانَ هَذَا مُحَرَّمًا
وَهُوَ سَبَبٌ لِسَخَطِ الرَّبِّ وَلَعْنَتِهِ فَكَيْفَ بِمَنْ يَقْصِدُ دُعَاءَ
الْمَيِّتِ وَالدُّعَاءَ عِنْدَهُ وَبِهِ». وهذا هو الغالب على أصحاب الأضرحة
أنهم يهتفون بهم، وينادونهم، ويستنجدون بهم، ويبكون عند قبورهم، ويرفعون أيديهم
إليهم بالدعاء، فهذا شرك أكبر، أما إذا كان يأتي إلى القبور لأجل أن يدعو الله جل
وعلا، فهذا بدعة؛ لأن هذا ليس موضع دعاء، وهو وسيلة إلى الشرك، كأن يقول: بحق
فلان، أو بجاه فلان، فهذا دعاء إلى الله بالصالحين، فهو لا يدعوهم، ولا يطلب منهم
قضاء حوائجه، ولكنه يدعو الله عند قبورهم، ظنًّا منه أن ذلك أقرب للإجابة، فلا
يجوز دعاء الميت، ولا الدعاء به، وهذا من التوسل الممنوع، وهو بدعة ووسيلة من
وسائل الشرك.
قوله: «وَاعْتَقَدَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ
أَسْبَابِ إجَابَةِ الدَّعَوَاتِ وَنَيْلِ الطَّلَبَاتِ وَقَضَاءِ الْحَاجَاتِ».
وهذا زعم باطل؛ لأن الله جل وعلا لم يجعل القبور محلًّا لأن تُدعى، أو يُستغاث
بها، ولم يجعلها مكانًا للعبادة، ولم يجعلها وسيلة إليه، كل هذا من دين الجاهلية،
وهذا هو الواقع في كثير من القبوريين اليوم، فمنهم من يعبدها من دون الله، وهذا
شرك أكبر، ومنهم من يدعو بأصحابها، ويتوسل بهم، وهذا بدعة أيضًا، ومنهم من يدعو
عندها رجاء الإجابة، وهذا بدعة ووسيلة من وسائل الشرك، إنما تُزار القبور للغرض
الذي حدَّده النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أنها تُذكر بالآخرة، وإذا كانت قبور
مؤمنين، فإن الزائر يدعو للأموات، ويستغفر لهم، ويسلم عليهم.
قوله: «وَهَذَا كَانَ أَوَّلَ أَسْبَابِ
الشِّرْكِ فِي قَوْمِ نُوحٍ وَعِبَادَةِ الأَْوْثَانِ فِي النَّاسِ». الغلو في
الصالحين بعد موتهم هو أول أسباب وقوع الشرك
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد