أرشد إلى أنه من رأى رؤية
يكرهها فإنه:
أولاً: يتحول عن جنبه الذي هو عليه إلى جنب آخر.
ثانيًا: ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ثالثًا: لا يخبر بها أحدًا، ولا يفسرها، فإنها لا تضره بإذن الله ([1]).
القسم الثالث: الرؤية الحق، وهي التي تجري على يد ملك من الملائكة،
يأتي للإنسان برؤية حق، وهذا حصل للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أول ما بُدئ به
الوحي ([2])، والرؤية الصادقة
تحصل للمؤمنين، ولا بأس أنه يفرح بها، ويخبر بها من يحب.
قوله: «فَمَنَعَهُ اللَّهُ أَنْ
يَتَمَثَّلَ بِهِ فِي الْمَنَامِ». لما كانت الرؤية حقًّا منع الله الشيطان أن
يتمثل به في المنام، فإن جاء إلى النائم وتمثل فهذا كذب، وليس بالرسول، وليعلم
الإنسان هذا، إلا إذا كان يعرف صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الفارقة بينه وبين
غيره، فإنه قد يأتي إليه الرسول في المنام.
قوله: «وَأَمَّا فِي الْيَقَظَةِ فَلاَ
يَرَاهُ أَحَدٌ بِعَيْنِهِ فِي الدُّنْيَا». أبدًا، لا أحد يرى الرسول صلى
الله عليه وسلم، ولا غيره من الأموات، قال تعالى: ﴿أَلَمۡ
يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَيۡهِمۡ لَا
يَرۡجِعُونَ﴾ [يس: 31]، من مات لا يرجع أبدًا إلى الدنيا.
قوله: «فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الْمَرْئِيَّ
هُوَ الْمَيِّتُ فَإِنَّمَا أُتِيَ مِنْ جَهْلِهِ». الجهل هو الآفة، فالإنسان
إذا تعلم العلم النافع عصمه الله به من الشيطان، أما إذا كان جاهلاً، فإنه معرض
لفتنة الشيطان.
قوله: «وَلِهَذَا لَمْ يَقَعْ مِثْلُ هَذَا لأَِحَدِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6985)، ومسلم رقم (2261).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد