×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 يَسْتَعْمِلُونَهَا فِي الْمُبَاحَاتِ. وَأَمَّا مَنْ اسْتَعَانَ بِهَا فِي الْمَعَاصِي فَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُتَعَدٍّ حَدَّ رَبِّهِ وَإِنْ كَانَ سَبَبُهَا الإِْيمَانَ وَالتَّقْوَى.

**********

الشرح

قوله: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْقَى حَائِرًا مُتَرَدِّدًا شَاكًّا مُرْتَابًا». ومن هؤلاء الذين يزعمون أنهم أولياء من هو شاك متحير، فالأول: زائغ خارج من الإسلام عمدًا؛ لأنه لا يرى الإسلام، ولا يرى اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرى أنه واصل إلى الله، وأنه يأخذ عن الله مباشرة، ويجتمع مع الله، ويأخذ منه الأوامر والنواهي. والثاني: متردد شاك فيما جاءت به الرسل، هل هو صحيح أو ليس صحيحًا.

قوله: «وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ اسْتَدَلُّوا عَلَى الْوِلاَيَةِ بِمَا لاَ يَدُلُّ عَلَيْهَا». هذا هو السبب: أنهم استدلوا على الولاية بما لا يدل عليها، وما الذي يدل عليها؟ الآية الثانية: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [يونس: 63]، هم أخذوا الآية الأولى: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [يونس: 62] واقتصروا عليها، فإذا جادلتهم وقلت: هذا باطل وفكر وشرك. قالوا: لا.. هؤلاء هم أولياء الله، والله قال: ﴿لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ أي: يزينون كل شيء، ويطلبون كل شيء، ولكن لما تأتي الآية الثانية تقصم ظهورهم، تقول لهم: هل هؤلاء يصلون، هل هؤلاء يصومون، هل هؤلاء يتجنبون الفواحش؟ أنتم تشهدون عليهم أنهم لا يصلون.

يذكرون أن أحدهم جاء إلى أناس لا يعرفهم، فرآهم يصلون. فلما انتهوا وجدوه نائمًا مغطى، فقال بعضهم: أيقظوا هذا النائم. قالوا: لا، هذا يصلي في مكة ولا يصلي معنا، هذا ولي من أولياء الله. وهذه الواقعة من قصصهم وحكاياتهم التي يذكرونها في كتبهم.


الشرح