والكرامات، وإن كان
فاجرًا، فهو عدو لله، وما يجري على يده من الخوارق فهي خوارج شيطانية، وليست
رحمانية.
قوله: «مَنْ يَفْعَلُ بِهِمْ أَضْعَافَ».
أي: ليس في هذا حجة، يقولون: هذا ولي لأنه حصل له ذلك، نقول: هذا حصل لأهل الإلحاد
أكثر مما حصل لأهل الإيمان، فالشياطين تفعل لهم هذه الأشياء، مع أنهم ليسوا من
المؤمنين قطعًا، وإنما هم كفار أو مشركين أو من السحرة والكهان، وهل يُقال: إن
الساحر وليٌّ من أولياء الله؟ هو يعمل أشياء خارقة للعادة، ويطير في الهواء، ويمشي
على الماء، ويقطع المسافات البعيدة، فهل يُقال: إن هذا وليٌّ من أولياء الله مع
أنه يعتمد على الكفر والسحر؟
قال تعالى: ﴿هَلۡ
أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ
أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢﴾ لأنهم قالوا: إن القرآن نوع من الكهانة، وهذا مثل ما
يقول الكهان؛ لأن الكهان عندهم سجع وكلام منظوم، فقالوا: القرآن مثل عمل الكهان،
فبيَّن الله جل وعلا الحق في هذا، وأن القرآن لا يمكن أن تتنزل به الشياطين أبدًا،
وإنما تتنزل الشياطين على الكهان، والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينزل عليه شيطان،
وإنما ينزل عليه ملك: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ
عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ
ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ
٢٢٤﴾ [الشعراء: 221- 224]، وقبلها يقول عز وجل: ﴿إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ
لَمَعۡزُولُونَ﴾ [الشعراء: 212]، الشياطين معزولون عن الوحي، لا يمكن أن
ينزلوا بالوحي أبدًا، فالذي ينزل على الرسول هو من عند الله، والذي نزل به ملك،
والذي ينزل على الكاهن من عند الشيطان، والذي ينزل به شيطان، فلا يُغتر به.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد