قوله: «بِحَسَبِ مَا فَارَقُوا أَمْرَ
اللَّهِ وَنَهْيَهُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم ». لا
بد أن هؤلاء الذين يتعاملون مع الشياطين لا علاقة لهم بالشرع، فلو كان لهم علاقة
بالشرع لما تقربت إليهم الشياطين، فلما انعزلوا عن الشرع حضرت الشياطين عندهم،
والله جل وعلا يقول: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ
ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦وَإِنَّهُمۡ
لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧حَتَّىٰٓ
إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ
ٱلۡقَرِينُ ٣٨وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلۡيَوۡمَ إِذ ظَّلَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ فِي ٱلۡعَذَابِ
مُشۡتَرِكُونَ ٣٩﴾ [الزخرف: 36- 39]، فهذا هو السبب: أن من انعزل عن
القرآن، وانعزل عن دين الإسلام، فإنه يقع في قبضة الشياطين، وتقترن به الشياطين
والعياذ بالله.
قوله: «وَتِلْكَ الأَْحْوَالُ
الشَّيْطَانِيَّةُ نَتِيجَةُ ضَلاَلِهِمْ وَشِرْكِهِمْ وَبِدْعَتِهِمْ
وَجَهْلِهِمْ وَكُفْرِهِمْ». ما يجري عليهم من الشياطين ليس كرامة، وليس نتيجة
طاعة لله مثل ما يكون لأولياء الله، فالذي يجري على أولياء الله نتيجة طاعتهم
وعبادتهم سبحانه وتعالى، والذي يجري على أولياء الشيطان نتيجته معصية الله ومخالفة
أمره، فالله استدرجهم بذلك، وولى عليهم الشياطين تضلهم عن سبيل الله: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ
نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ﴾ [الزخرف: 36]، فلا
يحمي من الشيطان إلا اتِّباع كتاب الله عز وجل.
قوله: «وَهِيَ دَلاَلَةٌ وَعَلاَمَةٌ
عَلَى ذَلِكَ». لا يُقال: إن هذه كرامات؛ لأنها نتيجة لهذه المعاصي
والمخالفات، بل هي عقوبة من الله عز وجل ليستدرجهم، فسلط عليهم عدوهم الشيطان
يضلهم عن سبيل الله، ﴿وَإِنَّهُمۡ
لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الزخرف: 37]،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد